معاناة الطلاب في ظل غياب الكهرباء عن المدارس في الريف اليمني

تعتبر المدرسة البيت الثاني للأطفال بمختلف مستوياتهم العمرية وبجنسيهم وبداية مشوارهم للمشاركة والتفاعل مع المجتمع. ومن هذا المنطلق تعتبر هي المجتمع الأهم في المراحل الأولى من حياتهم، التي يقضون فيها حوالي 7 ساعات يوميا، أي بمعدل 30% من أعمارهم الأولى

 

أدى الصراع الدائر في الجمهورية اليمنية من مارس 2015 إلى تدهور كبير في مستوى إمدادات الكهرباء المتدنية أصلاً، حيث انهار تقديم خدمات الكهرباء العامة بشكل شبه تام. وكانت المناطق الريفية وشبه الحضرية، التي يُقدَّر أنها تمثل ثلثي سكان اليمن المقدَّر عددهم بنحو 27 مليونا تعاني أكثر من غيرها من نقص إمكانية الحصول على الطاقة الحديثة حتى قبل اندلاع الصراع

احد فصول مدرسة خديجة بنت خويلد الاساسية- لحج\يافع والتي تضم 430 طالب وطالبة

عدم وجود الكهرباء في المدارس التي لا يوجد بها طاقات بديلة تعتبر بيئة منفرة وعامل قد يدفع بالبعض للتسرب من الدراسة خاصة الفتيات. فغياب مياه الشرب النظيفة واغلاق دورات المياه بسبب صعوبة رفع المياه إلى الخزانات الموجودة على أسطح المدارس وما يرتبط بغيابها من أثار صحية ونفسية، الإضاءة اللازمة للفترات المسائية والمراوح في المناطق التي تعاني من حرارة شديدة في فصل الصيف وغيرها من العوامل الأخرى

 

 انا احب الدراسة ونفسي اكمل للجامعه بس لما يبدأ الحر اتضايق كثير وامرض وماعد اقدر اروح المدرسة. كلنا هنا نحط  هذي الخلطة (السدر والكركم مخلوطه بماء) على وجوهنا واجسامنا علشان تحمينا من الحر وعلشان ما نمرض بسبب حرارة الشمس القوية. لما نطلب من المدرسة تولع لنا المروحه تقلنا ماتقدر لانه مافي كهرباء ، في مره وانا امتحن بكيت وماعد قدرت اكمل الامتحان

ساره محسن 11 عام- مدرسة خديجة بنت خويلد، واحدة من آلاف الطلاب الذين يعانون غياب الكهرباء في المدرسة وخاصة في فترة الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة بشكل مخيف قد يصعب معها المكوث داخل الصف

أثَّر انهيار إمدادات الكهرباء وانعدام الطاقات البديلة على المدارس والمرافق التعليمية وتسبب في الحد من استجابة المدارس للاحتياجات الطلاب والعملية التعليمية و قدرة الأطفال على الدراسة في المساء خاصة الفتيات. صمم المشروع الطارئ للكهرباء في اليمن لتحسين الوصول لهذه الخدمة الاساسية والضرورية ويهدف المشروع إلى تزويد عدد 800  مدرسة في الريف بأنظمة للطاقة الشمسية تكفي لتغطية الاحتياجات الاساسية للطلاب وتوفير بيئة صحية واجتماعية ونفسية ملائمة وجاذبة لمواصلة تعليمهم.

 

يعمل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونبس) على رفع القدرة على الصمود في المناطق الريفية باليمن من خلال المشاريع التنموية التي يقدمها. ويسعى المشروع الطارئ للكهرباء في اليمن الممول من البنك الدولي وبمنحة من المؤسسة الدولية للتنمية إلى التصدي للازمة الانمائية الحالية من خلال إعادة إمدادات الكهرباء إلى مرافق البنية التحتية الحيوية )المستشفيات، والمدارس، وشركات المياه، وشركات الكهرباء( ومعالجة الآثار التي تترب عليها غياب الطاقة اقتصاديا واجتماعيا وبيئياً على الفئات الفقيرة والأولى بالرعاية في المناطق الريفية وضواحي المدن بوجه خاص في ظل الأزمة الحالية.