يعمل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع مع البنك الدولي على استعادة الخدمات الأساسية والحياة الكريمة

كانت حياة أحمد (29 عام) وأسرته خاليه من الأمل بعد ان فقد عمله بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردية نتيجة الحرب، أما عليا (13 عام) فقد كانت تتعرض للخطر بشكل مستمر لان منزلها كان على بعد عدة أمتار من كومة كبيرة من النفايات الصلبة التي ترسل لمنزلها أسراب الحشرات من كل صنف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ولم يكن العم علي ( 50 عام) بأحسن حال لانه كان يضطر يوميا ان يذهب لجمع المياه من مناطق مفتوحه  لأن المياه النقية لم تعد تصل لمنزلهم، في حين يحتاج قائد (47 عام) يوميا التنقل بحافلته من محافظة لأخرى لإيصال بعض البضائع للتجار ولكن كانت رحلته تحفها المخاطر لانه كان يمر عبر طرقات محطمة وموحلة خاصة في موسم الأمطار.

 

 أم فؤاد ( 33 عام) بجسمها النحيل المتعب كانت تعاني من فشل كلوي وتحتاج لعمل غسيل بشكل منتظم لاتقل عن 3 جلسات اسبوعيا، ولكن وبسبب انعدام خدمة الكهرباء عن اهم المرافق الصحية المجانية فقد كان من الصعب عليها الذهاب لمستشفى خاص وفي الوقت ذاته كان المستشفى الذي تتردد عليه يعاني من شحة الموارد لتوليد الكهرباء واستقبال جميع الحالات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كل هؤلاء وكل هذه المناطق ليسوا حالة استثنائية بل نموذج لمئات الآلاف من المنازل والمناطق اليمنية التي اصبحت تفتقر للخدمات الأساسية

 منذ مارس/آذار 2015 م، شهد اليمن صراعاً مسلحاً بمعنى الكلمة تركز في المدن الرئيسية وأدى إلى تكبد خسائر هائلة في الأرواح، وعمليات نزوح داخلي، وتدمير البنية التحتية، وتوقف تقديم الخدمات في القطاعات الرئيسية. في حين يقطن نصف سكان هذا البلد البالغ عدهم 26.5 مليون نسمة في مناطق تتأثر بصورة مباشرة بالصراع الدائر.

 

حاليا لا يستطيع حوالي 15 مليون نسمة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، فمنذ اندلاع هذا الصراع، توقف تقديم الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء بصورة كاملة، ونظراً لعدم توفر إمدادات المياه التي يمكن الاعتماد عليها وتراكم المخلفات وعدم جمع القمامة، يواجه اليمن تفشي وباء الكوليرا.

 

هذا الوضع الكارثي حوَل حياة الملايين إلى مآسي مركبة، وأدى بالضرورة إلى تدخل عاجل من مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع عبر “المشروع الطارئ للخدمات الحضرية المتكاملة في اليمن” الممول من المؤسسة الدولية للتنمية التابعه للبنك الدولي والذي انطلق في 20أكتوبر 2017م ويضم مجموعة من المكونات والأنشطة ويتبنى نهجاً متكاملاً لاختيار وتنفيذ الأنشطة لتحقيق أقصى قدر من الفعالية من حيث التكلفة وضمان التكامل في مختلف القطاعات.

 

 

 

 

 

 

 

 

ويركز المشروع على استعادة إمكانية الوصول إلى الخدمات الحضرية الحرجة في مدن مختارة حيث وقع معظم الضرر المتصل بالنزاعات. ويستهدف المدن في اليمن التي يقدر عدد سكانها قبل الأزمة 50,000 شخص أو أكثر.

هذا التدخل أحدث أثراً كبيراً في حياة ومعيشة نسبة عالية من المستهدفين من المشروع، خاصة في قطاعات:)الخدمات البلدية الثلاثية، وإدارة النفايات الصلبة، والمياه والمرافق الصحية في المناطق الحضرية، ورصف الشوارع والطرق الحضرية، والطاقة من أجل الخدمات الحساسة والمهمة). نجاحات كبيرة تحققت في إطار المشروع أحدثت تحولاً كبيراً في حياة الناس، حيث تم استهداف العديد من المدن والمناطق في مختلف المحافظات بخدمات متكاملة تشمل اكثر من قطاع.

نتج عن هذه التدخلات الطارئة التزامات وانجازات عاليه من الUNOPS  وشركائهم. ففي قطاع إدارة النفايات الصلبة أمكن جمع أكثر من 600000 طن من النفايات المتراكمة والتخلص منها (في عدن والمكلا وصنعاء).  وفي قطاع المياه والصرف الصحي حيث حصل 457,891 شخصاً على مياه نظيفة وصرف صحي آمن من خلال إعادة تأهيل أنظمة إمدادات المياه والصرف الصحي العامة.

ووصلت الطاقة الكهربائية لتغذية الخدمات الحساسة والمهمة حيث أمكن للمشروع دعم 10300 ميجاوات طاقة تم توليدها لأكثر المؤسسات الخدمية إحتياجأ كالمرافق الصحية والمدارس وإمدادات المياه المحلية.

كما وفر المشروع 6263838 يوم عمل – مؤقت، وبات بإمكان العديد من المستفيدين الوصول إلى منزلهم بيسر وأمان بعد أن أنجز المشروع ترميم 134 كم من الطرق الحضرية.

 وهكذا فقد ساهم المشروع بإعادة الامل وبعث الطمئنينة والامان للعديد من اليمنين بفضل المشروع ومازالت الجهود تبذل دون توقف من اجل الوصول لمناطق اكثر ولعدد اكبر من المستفيدين خلال العام القادم.